الأحد، 17 مايو 2015

صدر حديثا كتاب عتبات النص للكاتب والأكاديمي المغربي د.يوسف الإدريسي

صدور طبعة جديدة من كتاب

عتبات النص في التراث العربي والخطاب النقدي المعاصر

للكاتب والأكاديمي المغربي د.يوسف الإدريسي









ضمن منشورات الدار العربية للعلوم، ناشرون، بيروت، لبنان، صدرت طبعة جديدة من كتاب الباحث والأكاديمي المغربي يوسف الإدريسي: ''عتبات النص في التراث العربي والخطاب النقدي المعاصر''، وقد جاء في 134 صفحة من الحجم الكبير.

الخميس، 14 مايو 2015

التناص النقدي في مقامات بديع الزمان الهمذاني-بحث منشور بمجلة جذور عدد 39 -يناير 2015



       
التناص النقدي في مقامات بديع الزمان الهمذاني
ذ.مولاي يوسف الإدريسي
تقديم

المقامة نص إبداعي فريد في الثقافة العربية الإسلامية ووليد شرعي خالص لها ومقصور عليها، من الممكن إبراز اختلافاتها البنيوية والأسلوبية والموضوعية عن غيرها من النصوص، ورصد تطوراتها، إلا أنه من المتعذر تبين طفولتها والوقوف عند النواة النصية الأولى التي انبثقت منها ويسرت لها سبل النشأة والتشكل، ولا ترجع هذه الصعوبة إلى ضياع ملامحها الطفولية المُبَكِّرَة، وإنما تعود إلى أن المقامة ولدت كاملة وناضجة، وصارت "زهرة برية لا يُدرى كيف تفتفت"(  [1]).

الخميس، 16 أبريل 2015

ندوة الآداب والعلوم الإنسانية: من سياق الحداثة إلى الهرمينوطيقا- الراشيدية -المغرب

المؤتمر الدولي حول: الآداب والعلوم الإنسانية
من سياق الحداثة إلى الهرمينوطيقا والتأويل
  يومي : 26 و27  مارس 2010 
الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، المغرب.
النقد الفلسفي في الغرب الإسلامي
الملخص

ظلت مقولة الأثر الأرسطي في النقد والبلاغة العربيين مستولية على أبحاث بعض الدارسين المحدثين حتى ظهور كتاب منهاج البلغاء وسراج الأدباءلحازم القرطاجني (ت 684هـ)، بحيث أجمعوا أنه خير من استثمر تصوراتشراح أرسطو الفلسفية والمنطقية ومباحثهم النفسية والشعرية والموسيقية وذلك لصياغة نظرية في الشعر العربي. لكن مع ظهور المصنفات البلاغية لـلمُطَـرِّف ابن عميـرة (ت 658هـ) وابن البناء المراكشي (ت721هـ) والقاسم السجلماسي (ت حوالي 730هـ) تشكل اتجاه نقدي ادعى وجود مدرستين بلاغيتين: بيانية مشرقية؛ وفلسفية مغربية، وسعى إلى إثبات القطيعة المعرفية بينهما، وذلك من خلال إرجاع مقولاتها النظرية وتصوراتها المنهجية إلى ابن رشد (ت 595هـ) وتلامذته. 

آفاق الخطاب النقدي-جامعة آل البيت-الأردن

المؤتمر الدولي الأول آفاق الخطاب النقدي: 
الموروث السرديّ العربيّ في ضوء المناهج النقديّة المعاصرة
الأردن-جامعة آل البيت- أيام 11-12-13 ماي 2010

                           ملخـــــص البحث

التناص النقدي في مقامات بديع الزمان الهمذاني
المقامة نص إبداعي فريد في الثقافة العربية الإسلامية ووليد شرعي خالص لها ومقصور عليها، من الممكن إبراز اختلافاتها البنيوية والأسلوبية والموضوعية، ورصد تحولاتها، لكن من المتعذر تبين طفولتها والوقوف عند النواة النصية الأولى التي تولدت منها، لأنها ولدت كاملة وناضجة، وصارت زهرة برية لا يُدرى كيف تفتفت.

ندوة الدين والجسد- القيروان-تونس

الدين والجسد

الندوة الدولية : الدين والجسد جامعة القيروان   تونس

ملخص الندوة الدولية في موضوع " الدين والجسد"
كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان
أيام 15-16-17 أبريل 2001


إذا كانت ثنائية الروح والجسد قد أرخت بظلالها على قضية اللفظ والمعنى في الشعر، فكانت منطلقا لمماثلة النقاد العرب القدامى القصيدة بالجسد عامة، والأنثوي خاصة، فإن المتابع للعديد من تصوراتهم وتحليلاتهم لمواطن الجمالية في الشعر، يلاحظ أن الجسد الأنثوي قد ظل - بإغراءاته وغواياته الأمارة "بالسوء" - حاضرا بقوة في تفكيرهم النقدي والبلاغي، بل إن القارئ المتمعن لبعض الأوصاف والأحكام التي صاغوها حول تولد القصيدة وتآلف اجزائها وتناسب موضوعاتها يلاحظ هيمنة معجم جسداني خاص يماثل فيه بين قوام المرأة الحسناء وأطرافها الفاتنة وبين هيكل القصيدة ومكوناتها.

المنتدى الدولي للمصطلحية في خدمة العلوم-سوسة- تونس

ترجمة المصطلحات الفلسفية العربية المبكرة: من التحصيل إلى التأصيل، مداخلة ضمن المنتدى الدولي للمصطلحية في خدمة العلوم
تونس - سوسة أيام 20-23 / 11/ 2009
        

          ملخص المداخلة :

لم تكن النصوص الفلسفية العربية المبكرة مجرد ترجمات تتوخى نقل علوم اليونان وتراثهم من السريانية إلى العربية، بل كانت حركة فكرية محكومة برؤية ثقافية تعي لحظتها التاريخية وتتفاعل مع سياقها المعرفي. وتدل القراءة الفاحصة لمنجزها النصي المتخلصة من أحكام القيمة المسبقة التي سادت في كثير من الدراسات الحديثة على أن أصحابها لم يكونوا مجرد مترجمين للتراث اليوناني، ولم يكن انشغالهم يقتصر على النقل الدقيق لمعاني اليونان وأحكامهم فحسب، بل كانوا يسعون إلى الإجابة عن جملة من الأسئلة المرتبطة بواقعهم الثقافي والناتجة عن انشغالاتهم العلمية ،  وإلى التأسيس لمنهجية في استيعاب علوم " الآخر" وحسن الإفادة منها لتطوير الذات وخدمة العلوم....

الثلاثاء، 14 أبريل 2015

الإبداع بين إرغامات المهنة وحراك الطاقة الخيالية





[جريدة (الشرق) القطرية، عدد 14/04/2015]

الإبداع لحظة نفسية وجمالية يرتهن تحققها بوضع مسافة ذهنية ونفسية بين الذات المبدعة ومحيطها الاجتماعي، ولذلك مالم يتخلص المبدع –لحظة إبداعه- من شروط الواقع وإكراهاته وانشغالاته المادية يتعذر تخلق العمل الإبداعي، وهو أمر طبيعي مادام الأخير نمط من الوعي بالعالم والذات والأشياء مغاير في الطبيعة والجوهر لأنماط الوعي الأخرى من شعور حسي وتفكير عقلي ونحوه...ولنا في تاريخ الأدب العديد من الحكايات التي تؤكد ذلك حين كان المبدعون يحثون نظراءهم والمبتدئين منهم على اختيار آخر الليل أو قصد فضاءات طبيعية بعيدة عن صخب الحياة وغيرها من الوصايا الأدبية المندرجة في طقوس الإبداعية والحاثة عليها...

الخميس، 9 أبريل 2015

مفهوم التخييل في النقد والبلاغة العربيين الأصول... والامتدادات



يعد التفكير في كيفية تشكل "المتخيل الشعري" واشتغاله أحد أبرز الإشكالات النظرية التي صاحبت الخطاب النقدي حول الأدب، ويندرج طرحه في سيرورة هذا الأخير ضمن الوعي بقيمة المصدر الخيالي للشعـر وفاعليته التخييلية ووظيفتيه النفسية والجمالية، كما ينم عن التحول النوعي الهام في طرائق الاقتراب من الظاهرة الإبداعية ومساءلتها.
فبعد تاريخ عريض من المقاربة الغيبية للشعر والنظر إليه بوصفه إلهاما لقوى خارجية (شياطين أو جن أو ربات) توحي به إلى الشاعر مصطفية إياه دون بقية الناس، وبعد تاريخ طويل من المدارسة المنغلقة على كينونته النصية والمقتصرة على تحليل تمظهراتها الشكلية وتعبيراتها البلاغية، والتي كانت تعتبره مجرد انتظام بنيات لغوية ودلالية وتركيبية ومحسنات بديعية في قالب إيقاعي خاص، انبثقت –بعد هذا وذاك- رؤية جديدة في المقاربة والاشتغال تقف عنده باعتباره تشكلا فنيا يرتكز على الخيال ويدور في فلكه بالدرجة الأولى، وأخذت تتعامل معه –من ثمة- في إطار العلاقات والمكونات الداخلية والخارجية، والبواعث الذاتية والموضوعية التي تشيده وتوجهه، والتي يعد فعل التخيل والذات المتخيلة مبتدأها ومنتهاها.

تصدير الدكتور عبد الجليل هنوش لكتاب مفهوم التخييل في النقد والبلاغة العربيين: الأصول.....والامتدادات


تصدير

يعد مفهوم " التخييل" واحدا من المفاهيم الإشكالية المكونة لشبكة المفاهيم المعقدة في التراث النقدي العربي؛ وذلك لتعدد مساراته وتجذره في كل الكتابات البلاغية والنقدية والفلسفية. ولذلك كان لابد من تتبع جذوره وتشكلاته المختلفة في التراث العربي بدءا من النصوص المؤسسة لهذا التراث إلى حدود المسارات الفكرية والمنهجية التي ارتادها الفكر العربي في مجالاته المختلفة النقدية والبلاغية والفلسفية والكلامية.
وقد تولى هذه المهمة الأستاذ يوسف الإدريسي باقتدار في هذا الكتاب الذي كان في أصله رسالة لنيل الدكتوراه في وحدة "البلاغة وتكامل المعارف" التي أنشأناها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش منذ سنة 1998.
ويظل هذا الكتاب، في نظرنا، مرجعا أساسا في إدراك مسارات مفهوم "التخييل" في تراثنا النقدي والبلاغي، فقد استوعب الاجتهادات التي سبقته وأضاف إليها جهدا في تتبع جذور المصطلح وتقلباته في البيئات التي عرفها ذلك التراث، وقد اختصر هذه البيئات في بيئتين اثنتين هما: البيئة البيانية والبيئة الفلسفية؛ حيث مهد للبيئة الأولى بدراسة تأصيلية للمفهوم في النصوص المؤسسة للبيان العربي، ثم عالج المفهوم في قمة تشكله مع شيخ البلاغيين وإمامهم عبد القاهر الجرجاني؛ كما مهد بالأسلوب التأصيلي نفسه للبيئة الفلسفية من خلال حفر في النصوص الأولى للترجمات العربية للموروث اليوناني وجهود الفلاسفة المسلمين، ثم وقف مع المفهوم في قمة تبلوره مع شيخ النقاد العرب وإمامهم حازم القرطاجني. وبذلك يكون، في رأيي، قد أحاط إحاطة تامة بالسياق المعرفي المؤطر لهذا المفهوم الإشكالي.

امتدادات المفهوم الفلسفي للتخييل عند البلاغيين المغاربة



مقدمة الكتاب

اتسم الخطاب النقدي والبلاغي عند العرب –عبر سيرورتيه التاريخية والمعرفية- بتحولات مست أسسه النظرية وآلياته الإجرائية واتجاهاته التطبيقية، فتميزت كل مرحلة من مراحل تبلوره المعرفي واشتغاله الإجرائي بسيادة تصورات وأحكام جمالية خاصة، وهيمنة أجهزة مفهومية دون أخرى، إلى حد يمكن معه إعادة التأريخ له استنادا إلى درجة سيادة بعض المفاهيم والأحكام والتصورات وانتشارها في لحظات معينة بين النقاد والبلاغيين، ومدى اعتمادهم إياها آلية لتحديد شعرية الخطاب دون سواها.
        فبعد أن تخلص النقد والبلاغة العربيين من الآراء والمواقف التأثرية والانطباعية، وارتقيا بالنظر والحكم إلى التعليل الموضوعي والاستدلال العلمي المقنع الذي يتوسل بتصورات "نظرية" ويستند إلى رؤى منهجية مخصوصة، مع ابن طباطبا العلوي (ت322هـ) وقدامة بن جعفر (ت337هـ) وغيرهما من النقاد الذين جاؤوا بعد المرحلة الأولى لتأسيس المصطلحات وتأصيل التصورات، تركزت الجهود البلاغية والمشاريع النقدية على بلورة أجهزة نظرية وآليات تحليلية شاملة وعميقة، تمكِّن من جمع شتات المصطلحات ولَمِّ التصورات المتفرقة، وتكثيفها في مفهوم واحد، يخرج بالأحكام والتصورات من التشتت والتكرار، ويؤسس لمقاربات جديدة ... ودقيقة تكون أكثر إحاطة بعناصر القضية أو الظاهرة المدروسة.

تصدير الدكتور عباس أرحيلة لكتاب: التخييل والشعر

تصديـــر فضيلة الأستاذ: د. عباس أرحيلة

بسم الله الرحمن الرحيم



يقع هذا البحث في إطار النظر في حقيقة الإبداع الشعري عامة، وفي تحديد الجانب الخيالي منه خاصة، وفي بداية التفاعل بين الفكريْن النقديَيْن: العربي واليوناني، عن طريق الترجمة، بشكل أخص. وهي لحظة تأسيس لهوية ثقافة إسلامية عربية؛ تعتدُّ برؤيتها للوجود، وتسعى في إصرار إلى تدوين معارفها وترسيخ كيانها الحضاري. حضارة استصفى دينُها الإسلاميّ جوهرَ الديانات السابقة، وأرادت أن تستصفيَ – بدورها - ما في الحضارات السابقة من علوم ومعارف.
وتلك اللحظة من تاريخ الثقافة الإسلامية العربية اكتنفها شيء من الغموض، شأن لحظات التكوُّن والنشأة في تاريخ الحضارات. ومن شأن ذلك أن يُثير - في العادةً - سؤال أصالة تلك الثقافة، ومدى تفاعلاتها مع سابقاتها؛ أخذاً وعطاءً، تبعيةً وتجاوزاً.
وتأتي «حفريات» مولاي يوسف الإدريسي بحثاً عن مفهوم التخييل الشعري، خلال لحظة التأسيس تلك، حين شرعت المصطلحات تنبثق وتتوالد وتتنامى وتتكاثر في حقول المعرفة عامة، وفي حقل الشعرية العربية خاصة.
  ومن أجل أن يُجلي الباحث مفهوم التخييل أثناء نشوء المصطلحات وانبثاقها في فضاء الشعرية العربية؛ اتجه صوب النصوص المترجمة من اليونانية إلى العربية، خلال العهود الأولى لهذه الترجمة.
ويتبادر إلى ذهن القارئ سؤال:
 لمَ اتخذ الباحث هذه الوجهة، وراح يبحث عن مفهوم التخييل في فترة كانت تتحدّد فيها معالم الثقافة الإسلامية العربية عن طريق تدوينها، وتقنين مكوناتها؟ فترة كانت فيها اللغة العربية تواجه أكثر من تحدّ من خلال تدوين العلوم الإسلامية بفروعها المختلفة، وتدوين علوم العربية، وتدخل معترك الترجمة من لغات لا قبل لها بها؛ لغات فقدتْ عنفوانها، وحضور أصحابها في التاريخ، وليس فيها من المعاجم ما يُساعد على فهمها.

مقدمة التخييل والشعر: حفريات في الفلسفة العربية الإسلامية

      

مقدمة:
التخييل انفعال ذهني لا واع تستجيب به النفس لمقتضى الصور الفنية، فتقوم في طلب موضوعها أو تنفر منه وتتفاداه. ومن ثمة، فهو نتاج تفاعل جمالي بين الشاعر والمتلقي يتمخض عنه وعي جديد بالعالم والأشياء مغاير في الطبيعة الإدراكية للوعيين الحسي والعقلي؛ فحين ترتسم في ذهن الشاعر رؤى خيالية ذات إيحاءات جمالية مؤثرة، ويكتمل وعيه الإبداعي بها، يشكلها بالأسلوب الشعري المناسب لها، فيبثها في الناس لتثير في نفوسهم وخيالاتهم الانفعالات والرؤى الفنية ذاتها التي عاشها في تجربته التَّخَيُّلية .
ومن البين أن الحديث عن التخييل هو من صميم النظر في الجانب الباطني للنفس الإنسانية، ويتصل برصد الحركات الذهنية لقوى الإدراك النفسي عامة، والخيالي خاصة، ويروم تحديد خصائصها ووظائفها وعلاقاتها. كما أن النظر في النص الشعري، باعتباره نشاطا تخييليا، ينم عن نضج التفكير العلمي في الأدب، لأن ذلك يقتضي التخلص من التفسير الخرافي الذي كان يرجع قول الشعر إلى قوى غيبية خارج الذات الشاعرة، والتركيز بدل ذلك على باطن النفس الإنسانية واعتباره مصدر الإبداع وباعثه الأساس؛ كما يتطلب أيضا التحرر من الرؤية الشكلية المحدودة التي تكتفي في تحليل النص الشعري بالوقوف عند مكوناته اللغوية والدلالية ومقوماته التركيبية والأسلوبية والإيقاعية، والنظر إلى هذه المعطيات بوصفها وسائل فنية ذات قيمة تخييلية، يوظفها الشاعر لتشكيل الرؤى الجمالية القائمة في خياله وتمثيلها في ذهن المتلقي لتحرك خيالاته وتؤثر في نفسه.
ولذلك فقد اندرجت عناية الفلاسفة المسلمين بالتخييل في سياق بحثهم لقوى الإدراك الذهني، ودراستهم لحركية القوى النفسانية المتحكمة في العملية الإبداعية ككل، وضمن نظرتهم المنطقية ذات الأساس السيكولوجي للشعر، وهذا ما جعلهم يركزون في المقام الأول على جوهره التخييلي.

مقدمة كتاب عتبات النص في التراث العربي والخطاب النقدي المعاصر


د.يوسف الإدريسي
كتاب عتبات النص بحث في التراث العربي والخطاب النقدي المعاصر




مقدمة:
عتبات النص بنيات لغوية وأيقونية تتقدم المتون وتعقبها لتنتج خطابات واصفة لها تعرف بمضامينها وأشكالها وأجناسها، وتقنع القراء باقتنائها، ومن أبرز مشمولاتها: إسم المؤلف، والعنوان، والأيقونة، ودار النشر، والإهداء والمقتبسة، والمقدمة... وهي بحكم موقعها الاستهلالي-الموازي للنص والملازم لمتنه تحكمها بنيات ووظائف مغايرة له تركيبيا وأسلوبيا ومتفاعلة معه دلاليا وإيحائيا، فتلوح بمعناه دون أن تفصح عنه، وتظل مرتبطة به ارتباطا وثيقا على الرغم من التباعد الظاهري الذي قد يبدو بينهما أحيانا.
وقد أسهم ظهور كتاب عتبات لجيرار جنيت (1987) وقبله: إنتاج الفائدة الروائية لشارل غريفل (1978)، وخطاب الرواية لهنري ميتران (1986) وغيرها من الكتب في تنامي الوعي بالقيمة الجمالية للخطابات الموازية للنص وأهميتها الدلالية والإيحائية، فأخذت الدراسات المعاصرة تتجه نحو مقاربة طبيعة الأمشاج النصية والوظائف الدلالية والرمزية التي تؤديها تلك العناصر التي تسبق الكتاب وتعقبه، وتطوق متنه وتحيط به، لتنتج خطابا يمتد من النص إلى العالم ومن العالم إلى النص، ويشكل في امتداده نقطة الوصل وجسر اللقاء.

من مقدمة كتاب: الخيال والمتخيل في الفلسفة والنقد الحديثين




« ما موقع الخيال والمتخيل في سياق الأنشطة الذهنية والجمالية للإنسان؟ وما حدود الفردانية والكونية في تمثيلاتهما ومواضيعهما؟ ومن أين تستمدالنفس قدراتها الخيالية وطاقاتها التخييلية؟ وهل يشتغل المتخيل بفعل مثير خارجي أم أنه نتاج انفعالات داخلية وتوترات عاطفية؟ وهل يقتصر التخيل على نوع خاص من الإدراك الذهني أم أنه يشمل كل السلوكات الإدراكية والأنشطة الذهنية للإنسان؟ وما الخصائص  الإدراكية التي تميز الخيال عن الحس والعقل والتذكر والحدس والوعي؟ وما نوع الأثر الذي تحدثه الصور الخيالية في النفس؟ وما وظيفته في عمليات الإدراك الذهني وفي الحياة  اليومية للإنسان؟ وما حدوده العاطفية؟ ولماذا يمثل التخيل نشاطا ذهنيا ملازما للإنسان في كل حالاته النفسية وعبر مختلف أزمنته الوجودية؟ وإذا كان من الممكن أن يحيا الإنسان بدون عقل، فهل من الممكن أن يحيا بدون خيال؟ ولماذا يلجأ الإنسان  دوما إلى الخيال؟ هل ليهرب من الواقع ويتخلص من سلطاته وإرغاماته؟ أم ليفهمه أكثر ويزداد اقترابا منه وامتلاكا له؟ وما الفرق بين الخيال العادي والخيال المبدع؟ وهل الفرق بينهما يكمن في درجة الإدراك أم في طبيعته؟ وهل الخيال هو جوهر العملية الإبداعية أم انه لا يعدو أن يكون عاملا مساعدا لعناصر أخرى ذات بعد جمالي وإدراكي مغاير له؟ ثم ما نوع الصور الشعرية التي يشكلها الخيال؟ وما طبيعة لقائها ودرجات افتراقها عن ظواهر الواقع المادي ومدركاته، وعن الحدوس النفسية العميقة كالأحلام والرؤى الخارقة ؟ وأخيرا، إذا كان وصف بنيات المتخيل وتحليل مكوناته وتشكلاتها امرا متيسرا، فهل من الممكن وصف ملكة تشكيلها والقوة المبدعة لها؟   .......»

الثلاثاء، 7 أبريل 2015

تمرين إبداعي - 2-

كم يكفي من الحقد والوشايات الكاذبة ... لتعلم حبيبي...أنني لست ...ولن اكون إلا كما أنا ... طائرا يهوى معانقة الآفاق الجميلة...ويأبي ترتيل آيات النفاق التي ترتلها على مسامع أئمتي في المجد والطهر؟؟؟؟؟
كم يكفيك حبيبي من أطنان من لحم إخوتك تأكلها...فتكرهها بعد أن تملأ نفسك المتخنة بالحقد منها ؟؟؟؟ 
كم يكفيك من صمتي ... وابتسامتي الطفولية في وجههك التي تعتقدها بريئة... عادية وهي التي أصنع لك بها ..ومنها ...صلاة ...أدعو لك من خلالها بالهداية؟؟؟؟
كم يكفيك من ساعات الصمت ... وعدد الابتسامات... لتعلم في الأخير أنني ماض لمعانقة الأفق...الجميل... رغما عن كل هلوساتك....ووشاياتك....وقصصك ... المكرورة التي تخفي بها فشلك في إيقاف الخطو...الواثق من انتصار الحلم....ودنو ساعة الانشاء بتباشيره...
إليك...وحدك...لعلك تدرك ذات آهة أن حياتنا ملك من يملك أمر الكون وحده...ويقول لكل ما يريد كن فيكون....
مع حبي....وابتسامتي الطفولية ذاتها التي ألقاك بها كلما أتخنت أوهامك ...في خطاي..

جرح الذاكرة ... وشعرية البوح

جرح الذاكرة ... وشعرية البوح  
في رواية: خيط الرشق للدكتورة مهى عبد القادر مبيضين


 د. يوسف الإدريسي (المغرب)

 [مقال نشر ضمن مجلة أفكار، الأردن، ع 272، 2011]



إضــــاءة :
صدر للدكتورة مهى عبد القادر مبيضين رواية تحت عنوان: خيط الرشق، في طبعتها الثانية عن دار ورد الأردنية  سنة 2010، وهي رواية تقع في 139 صفحة من القطع المتوسط، وتدور أحداثها بين فلسطين والأردن، جاعلة من مأساة طرد الفلسطينيين من أرضهم وتقتيلهم اليومي الممنهج موضوعا لها. وبالنظر إلى قيمة العمل وأهميته الفنية والتاريخية نقدم القراءة الآتية .

أثر كتاب النفس الأرسطي في قضية الإبداع الشعري عند العرب الحدود... والتجليات


د.يوسف الإدريسي - المغرب
[مقال نشر ضمن]


        تقديم :
شغلت قضية الأثر الأرسطي في النقد والبلاغة العربيين حيزا كبيرا من اهتمام الباحثين، خاصة المهتمين بهم بالأدب المقارن، لكونها تمثل في تصورهم مدخلا لمقاربة أوجه الحوار ومستوياته بين الأدب العربي وغيره من الآداب والفلسفات القديمة، ولا سيما اليونانية منها؛ وتعتبر الثلاثينيات من القرن العشرين مرحلة بداية الانشغال الأكاديمي بمتابعة الأنفاس الأرسطية في التراث الأدبي والفكري عند العرب، بحيث قام بعض الدارسين –متأثرين بموجات الاستشراق المختلفة- بمحاولة إثبات أن التحولات التي عرفها العرب في الشعر والنقد وسائر العلوم العربية القديمة إنما كان بفضل اطلاعهم على فلسفة أرسطو وحسن إفادتهم منها، وهو ما لقي اعتراضا ومناهضة كبيرين لدى باحثين آخرين رفضوا الإقرار بأي دور لأرسطو في ماعرفته الثقافة والفكر العربيين من تحولات وتطورات، مؤكدين أن تلك التحولات والتطورات إنما كانت نتيجة النضج الطبيعي للعقلية العربية الإسلامية، وبفعل حسن إفادتها من الآليات والمناهج التي تبلورت في أحضان العلوم الأصيلة .
ولئن كانت قضية الأثر الأرسطي قد أسالت الكثير من المداد، وانتجت عشرات الدراسات والأطاريح[1]، فمن الملاحظ أن الاتجاه الذي سار فيه أصحابها لم يخرج عن إطار الإقرار والتأكيد، أو الرفض والتشكيك، دون أن تتمخض عنه رؤية مغايرة تحاول أن تتخلص من الإطار العام الذي انتظمت فيه أحكام كل فريق من الفريقين، لتقارب القضية من زاوية أخرى، لا تتموقع ضمن الإثبات التام أوالرفض المطلق، بل تحاول أن تسائلها من زاوية مغايرة ترى أن الذات حين تستقبل نتاج الآخر، أيا كان هذا الآخر ومهما تنوع تراثه، تحرص –بوعي أو دون وعي- على تأويله لحسابها الخاص ومنطقها الذاتي، فتخضعه لشروطها "الظرفية" والموضوعية، والتي يكون فيها العنصران التاريخي والمعرفي محددين أساسيين، وهو ما يعني في النهاية أن كل استقبال وإعادة إنتاج جديد للمطعى المستقبل، يظل خاضعا لشروط التلقي وإمكانات التأويل..وما بعد التأويل...

همسات...أولى

حروف من زمنك الجميل
-1-
كل الحروف الواقفة خلف الصدى
البسمات المثخنة بجروح الذاكرة
وانكسارات الفرح
تسألني
عنك
تحيي في صمتي
حنين الانفجار
أنين الانكسار
رنين الانبهار ...
بحرفك الأول...صوتك الأجمل
....
وتحرضني على ترتيل آيات الحلم
المبشرة بالعشق...الجنون
ودنو ساعة الخراب الجميل
(...)
-14-
لم أصدق نبوءتك إلا بعد أن ضاع من العمر عمر
والطفل الذي أغرمت بحكاياته العجيبة
ولعبه المبعثرة
كبر وتركني وحيدا ألملم بعض صورك ...
وأرتب كلماتك الأخيرة
لأعيد بناء وصاياك...

الخطاب المقدماتي عند العرب قــــراءة فـــي مقدمة الكتــــاب لعباس أرحيلــــــــــة


د. مولاي يوسف الإدريسي



يندرج كتاب: مقدمة الكتاب في التراث الإسلامي وهاجس الإبداع ضمن مشروع علمي هام وكبير استهله الأستاذ: الدكتور عباس أرحيلة بكتاب: البحوث الإعجازية والنقد الأدبي إلى نهاية القرن الهجري الرابع، وأعقبه بكتاب: الأثر الأرسطي في النقد والبلاغة العربيين إلى حدود القرن الثامن الهجري، ثم كتاب: مسألة التأثير الأرسطي لدى المؤرخين المحدثين فضلا عن العديد من المقالات التي دأب على نشرها في المجلات والدوريات العربية منذ ما يزيد على عشرين سنة.

المنهج الحفري في كتابات الدكتور عباس أرحيلة

د. يوسف الإدريسي
                        [نشر المقال الراهن ضمن كتاب التراث والتأصيل] 
ظلت قراءة التراث اللغوي والنقدي والفلسفي عند العرب من أبرز الإشكالات التي واجهت الدارسين المحدثين، وقد ازدادت حدة بعد العثور على العديد من المصنفات العربية الهامة التي كانت في حكم المفقود، واستمرار ضياع أخرى، وبفعل تبلور تصورات نظرية ومناهج تحليلية جديدة تتقاطع في كثير مما ذهبت إليه مع النتائج التي انتهى إليها اللغويون والبلاغيون والنقاد العرب القدامى. فكان السؤال الدائم: هل نقرأ تراثنا بآليات نظرية ومناهج تحليلية مستمدة من المعارف الغربية الحديثة والمعاصرة؟ أم نقرؤه في ذاته، وبمعزل عن التصورات والمناهج الحديثة؟ أم هل ينبغي أن نبلور تصورا منهجيا مغايرا لا يتماهى مع النظريات والمناهج الحديثة، ويعمد إلى إسقاطها على المنجزات العلمية العربية القديمة، ولا يغض الطرف في الوقت نفسه عنها، فيتجاهلها ليحتمي بالتراث ويكتفي به وحده دون أن يكترث بما سواه من المنجزات العلمية والفكرية غير العربية؟ ثم – قبل هذا وذاك - ما حدود العلمية ودرجتها في كل قراءة لتراث لم تصلنا كل نصوصه، وتضطر تلك التي يتم الاهتداء إليها الباحثين إلى تصحيح كثير من أحكامهم وتغييرها؟

الحجاج والتخييل



                                                                                                                                                  
 د.يوسف الإدريسي
                      [نشر المقال الراهن ضمن مجلة فكر ونقد، ع 100، يناير 2009]


ملخص
   إذا كان الحجاج عند الغربيين عملية استدلال عقلي يتم فيها التقليل من قيمة التخييل، ومن قيمة الشحنة الانفعالية الضرورية في كل عملية حجاجية إقناعية، فإن تتبع مختلف أشكال توظيف الحجاج في خطابات متباينة(فلسفية وخطابية وشعرية) تبين أن لاحجاج دون تخييل مثلما أنه لا تخييل دون حجاج .

    « لا تفكر النفس بدون صور »[1]، يختصر هذا القول الذي ورد في كتاب أرسطو: في النفس تصورا هاما يؤكد حاجة الفكر البشري الضرورية والدائمة – في مختلف أنشطته العقلية والخيالية- إلى تمثلات ذهنية لموضوع التفكير تيسر عملية ارتسامه في النفس , ومن ثم, الإحاطة به , وفي سياق  شرح القول السابق أكد الفلاسفة المسلمون أن «كل ما تعقله النفس مشوب بتخيل»[2] .

شعرية الحكاية السيرية

شعرية الحكاية السيرية[1]
قراءة أولية في كتاب إبراهيم صادوق: في رحاب المحاماة، مقاطع من سيرة ذاتية

     مما لاغرو فيه أن قيمة كتاب الأستاذ النقيب:إبراهيم صادوق تكمن في وعيه النظري ومسعاه الوظيفي باعتباره عمـلا لا يمكِّن من بناء الذاكرة والحفاظ على ما يؤثثها من أحداث ومواقف فحسب، وإنما يساهم في إغناء مهنة المحاماة وتطويرها،عبر كتابة سيرة ذاتية تعكس لحظات هامة من تاريخ المحاماة بالمغرب.