الأربعاء، 20 يناير 2021

د.يوسف الإدريسي: نشأة النقد العربي القديم في منظور الباحثين المحدثين

تتابع المحاضرة الراهنة بحث سؤال نشأة نقد الشعر في منظور الدارسين المحدثين متابعة تتوخى الكشف عن الأجهزة القرائية التي حكمت مشاريعهم وأطرت مقترحاتهم التأريخية للنقد العربي القديم، لاسيما خلال لحظات ظهوره وتبلوره الأولي، وهي اللحظات التي كانت مدار انشغالهم ومجال اختلافهم وتضارب آرائهم، وبعد أن استعرضت المحاضرة آراء ومواقف: ذ. طه إبراهيم وذ.أمجد الطرابلسي وذ.داود سلوم وذ.محمد مندور وذ. غنيمي هلال وذ.إحسان عباس وذ. عبد العزيز جسوس، وأبرزت مواقفهم بصدد نشأة النقد العربي القديم، وأوضحت نقط قوتها وتميزها، عرضت جملة الملاحظات والأسئلة التي تتكشف من خلال الوقوف عندها بعض البياضات التي لازالت قائمة في عمليات التأريخ تلك، والتي تحتاج إلى البحث عن إجابات جديدة أكثر ملاءمة ومواءمة لطبيعة اللحظة وخصوصية المقاربة، وذلك عبر تبني رؤية جديدة واقتراح مقاربة مغايرة للسؤال وطرائق الإجابة عليه. وهو ما سيكون موضوع المحاضرة السادسة القادمة...



الأحد، 3 يناير 2021

د.يوسف الإدريسي: المحاضرة الرابعة- نشأة نقد الشعر عند العرب في منظور الدارسين المحدثين (1)

 يلاحظ المتابع والمهتم بالنقد العربي القديم كثرة المؤلفات والدراسات التي اهتمت بالتأريخ له، واختلاف أصحابها في تحديد اللحظة التاريخية والمعرفية التي نشأ فيها، أو على الأقل بدأ يتبلور فيها، وهو اختلاف غريب وإشكالي، ولا سيما حين العلم أن الدارسات العربية الحديثة المهتمة بدراسة العلوم العربية الأخرى والتأريخ لها أجمعت على بداية التأريخ لكل تلك العلوم ( النحو - اللغة- العروض- البلاغة - الفقة- الحديث- الفلسفة...) من نقطة معينة ولحظة مفترضة، مثل فيها عالم من العلماء المؤسس الفعلي لذلك العلم، وبغض النظر الآن...وهنا عن وهم الاعتقاد بأن المعرفة والعلوم يؤسسها الأفراد بعيدا عن شروط الواقع الثقافي وسياقات الكل الاجتماعي، يلاحظ أن سؤال نشأة النقد العربي القديم كان موضوعا أثيرا عند عديد الدارسين، مما يسمح بتصنيفهم إلى ثلاث فئات: الأولى تناولته ضمن قضايا عامة وتصورات كبرة تتصل بدراسة الخطاب النقدي القديم عند العرب؛ والثانية خصته بالسؤال وأفردته بدراسة مستقلة توسل أصحابها بالمنهج التاريخي، فجاءت تأريخا للحظة البداية والتشكل؛ والثالثة تأملت المنجز النقدي وتابعته وساءلته قصد الخروج بموقف واضح ودقيق بصدد النشأة. لذلك يلاحظ أن طروحات كل أصحاب تلك الدراسات وتصوراتهم ظلت مثار خلاف وتباين واضحين، بل وغريبين؛ إذ هناك من أرجع لحظة النِشأة إلى عهود الجاهلية القديمة، وهناك من ردها إلى أواخر العصر الجاهلي، وذهب فريق آخر إلى اعتبار القرنين الأولين للإسلام لحظة البداية والتبلور، ورأى فريق آخر أن بداية القرن الثالث للهجرة تمثل فترة الانبثاق الأولي، بل إن هناك من أرجأ تلك النشأة إلى القرن الرابع للهجرة، وحاول بعض الباحثين الوقوف عند ذلك نظرا وتأملا ومساءلة قصد الانتهاء إلى رأي علمي سديد وحاسم...

وتحاول المحاضرة الراهنة عرض أبرز الدراسات المهتمة بالسؤال، واستعراض أهم المقولات المتحكمة في منظورات الباحثين المحدثين والموجهة لها كاشفة خلفياتها النظرية ومنطلقاها الفكرية والمذهبية ... ومقترحة أسئلة منهجية وأطرا نظرية لطرح السؤال والإجابة عليه إجابة أكثر إقناعا ومواءمة، وهو ما سيشكل موضوع الشق الثاني من المحاضرة الرابعة الراهنة... د.يوسف الإدريسـي كلية الآداب والعلوم الإنسانية - مراكش- المغرب