الثلاثاء، 28 أبريل 2015

مؤتمر النص العربي القديم في ضوء النظرية النقدية المعاصرة جامعة قطر








ملخص المداخلة

النص في التراث النقدي عند العرب: مفاهيمه...تصوراته وإبدالاتها
*الملخص*
كلمات مفتاحية : النص، علوم الخطاب، نقد قديم، إبدالات المفهوم، الجسد الشعري.
يعد مصطلح النص عامة والنص الأدبي خاصة من أبرز المصطلحات التي سادت على نحو ملحوظ في الخطاب النقدي الحديث، وقد تطورت دلالاتهما المفهومية وتعددت تأويلاتهما وتحديداتهما النظرية في السنوات الأخيرة نتيجة تطور العلوم المهتمة بدراسة الخطاب ونضج آلياتها التحليلية كاللسانيات والسيميائيات والأسلوبية وغيرها؛ إذ وقفت هذه العلوم عند النص الأدبي باعتباره ظاهرة لغوية، فتساءلت: ما الذي يحد ماهيته النصية ومقوماته وعناصره الأدبية؟
ولئن كان الخطاب النقدي قد استطاع أن يرسي تصورات مفهومية كبرى للنص عامة والنص الأدبي تحدد الخصائص الأسلوبية والمحددات اللغوية والشكلية والتعبيرية لكل منهما، فقد ادعى بعض الدارسين المحدثين -نتيجة ضعف إلمامهم بالتراث النقدي والبلاغي عند العرب وشدة انبهارهم بالمنجزات النظرية والمنهجية والتطبيقية في مقاربة النص وتحديد ماهيته- غياب تصور مفهومي للنص في التراث النقدي عند العرب، مستدلين على ذلك بالدلالة اللغوية العادية والسطحية لكلمة "نص" في المدونات اللغوية، بل إنهم أجمعوا على أن تصورات العرب القدامى ظلت محصورة في الجملة والبيت الشعري، ولم يتجاوز حديثهم في أحسن الأحوال القطعة الشعرية.
وبغاية بحث ذلك والرد عليه، ستسائل الورقة المقترحة مفهوم النص في المنجز الشعري والنقدي والبلاغي، وستتابع مختلف التحديدات والتصورات التي قاربت –بدرجات متفاوتة ومن زوايا مختلفة- النص باعتباره آلية إنتاجية وفعلا تواصليا له كينونته الخاصة والفريدة المميزة له عن غيره من أشكال التعبير الكلامي وغير الكلامي، كما تحفر في مختلف التصورات النظرية والجمالية وتتابع الإبدالات الاصطلاحية التي تتصل بالتصور المفهومي للنص، والتي من شأنها بيان أن العرب كان لهم تصور مفهومي واضح ودقيق للنص، وهو تصور انطلق بداية من المفهوم الديني للنص القرآني والمدونة الحديثية، لكنه سرعان ما وسع ذلك المفهوم ليشكل رؤية جديدة تلامس جوانب هيكلية في النص تهم شكله الخطي وأساسه البنائي، وتحدد أنواعه التعبيرية ومستوياته الأسلوبية والتركيبية.
كما تسعى الورقة إلى بيان أن ذلك التصور حكمته في بعض مستوياته و لدى بعض الشعراء والنقاد والفلاسفة العرب خلفية جسدانية، تتجاوز النظر في تقاطعات النص عامة والأدبي خاصة مع الفنون الجميلة البصرية والسمعية كالموسيقى والنحت والرسم وغيرها، لتشمل الكينونة البشرية في تحققها الجسدي، وهو ما يتجلى في تشبيههم القصيدة في بنائها النصي وتماسك مكوناتها اللغوية وعناصرها الأسلوبية بقوام الإنسان وأعضائه الجسدية، إلى حد أصبحت فيه عندهم جسدا تخييليا قائم الذات، تحاكي مقاطعه وأجزاؤه ووظائفهما أعضاءه الجسدية، فأخذوا يتحدثون عن كينونة جسدية للقصيدة متماهية مع الذات الإنسانية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق