الخميس، 16 أبريل 2015

المنتدى الدولي للمصطلحية في خدمة العلوم-سوسة- تونس

ترجمة المصطلحات الفلسفية العربية المبكرة: من التحصيل إلى التأصيل، مداخلة ضمن المنتدى الدولي للمصطلحية في خدمة العلوم
تونس - سوسة أيام 20-23 / 11/ 2009
        

          ملخص المداخلة :

لم تكن النصوص الفلسفية العربية المبكرة مجرد ترجمات تتوخى نقل علوم اليونان وتراثهم من السريانية إلى العربية، بل كانت حركة فكرية محكومة برؤية ثقافية تعي لحظتها التاريخية وتتفاعل مع سياقها المعرفي. وتدل القراءة الفاحصة لمنجزها النصي المتخلصة من أحكام القيمة المسبقة التي سادت في كثير من الدراسات الحديثة على أن أصحابها لم يكونوا مجرد مترجمين للتراث اليوناني، ولم يكن انشغالهم يقتصر على النقل الدقيق لمعاني اليونان وأحكامهم فحسب، بل كانوا يسعون إلى الإجابة عن جملة من الأسئلة المرتبطة بواقعهم الثقافي والناتجة عن انشغالاتهم العلمية ،  وإلى التأسيس لمنهجية في استيعاب علوم " الآخر" وحسن الإفادة منها لتطوير الذات وخدمة العلوم....
ولذلك فالقراءة التي تتبناها المداخلة للنصوص التي نقلت عن طريق الترجمة والشرح والتلخيص التراث اليوناني، والتي تمتد من الكندي (ت 252هـ) إلى متى بن يونس (ت 328هـ)، تبين أن قيمتها تتحدد بالنظر إلى كونها صادفت لحظة حاسمة في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية، هي لحظة بداية تأسيس العلوم، ومن ثمة ظهور الحاجة إلى وضع جهاز مفهومي لها، الأمر الذي تطلب تفاعل الأعمال الترجمية للمتفلسفين مع جهود الأصوليين واللغويين والنقاد والبلاغيين، وأدى –خلافا لما يعتقد- إلى تأثير العلوم الأصيلة في العلوم الدخيلة . وقد امتد هذا  التأثير ليشمل جهود الفلاسفة المسلمين الخلص (الفارابي وابن سينا وابن رشد)، الذين لم تكن المصطلحات والتصورات التي قدموا وليدة اجتهاداتهم الخاصة، بل كانت في أغلبها مستمدة مما  نحته أسلافهم من المترجمين والشراح الأوائل  للفلسفة  اليونانية، وقد ظلوا  تابعين لهم  في  كثير منها بالرغم  من أنهم يعتبرون أكثر  فهما  واستيعابا  لها منهم...

  ولئن كانت المداخلة تنشد بيان ذلك بالتركيز على متابعة المصطلحات النقدية والبلاغية والنفسية ودراستها ومن خلال الوقوف عند الأعمال الترجمية لكتب أرسطو : في الشعر والخطابة والنفس ، فإنها تروم في الوقت نفسه الكشف عن أسئلة المصطلحية والترجمة وقضاياها عند النقاد والمتفلسفين العرب قديما، واستخلاص أبرز التصورات والمنهجيات التي صاغوها والتي من شأنها أن تفيد المهتمين  بقضايا " المصطلحية والترجمة " وتمكنهم من الاستفادة من العلوم المعاصرة  ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق