‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات ومشاركات علمية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات ومشاركات علمية. إظهار كافة الرسائل

السبت، 24 ديسمبر 2016

التواصل التفاعلي عند العرب من بلاغة الفهم إلى بلاغة التخييل



*ملخص المداخلة*
لم يكن النص الشعري في تصور النقاد والبلاغيين العرب مجرد بنيات لغوية ومكونات أسلوبية وتركيبية تنتظم في قالب إيقاعي خاص، بل مثل عندهم أيضا، وأساسا، لحظة تواصلية جمالية تربط بين حركتين ذهنيتين وحالتين نفسيتين متباينتين لدى الشاعر والمتلقي، وتحقق التفاعل بينهما على المستويين العاطفي والتخييلي.
وتشي القراءة الفاحصة للعديد من تصوراتهم وأحكامهم أن وعيهم بالقيمة التواصلية للشعر، والخصوصية التفاعلية بين الذات المبدعة والذات المتلقية ظل حاضرا في تقييمهم له وموجها لمواقفهم منه منذ بدء تشكل شعريتهم وصولا إلى أبرز لحظات نضجها وتطورها، فتميز وعيهم ذاك بداية بهيمنة رؤية بيانية قادها الرعيل الأول من اللغويين والمتأدبين سعت إلى وضع إطار للشعر وعماد له يسيج علاقته بالذات المتلقية والعالم ويحدد أفقه التعبيري وأساسه الإيحائي، عبر حصر التفاعل بين الشاعر والمتلقي في الفهم والإبانة والتبليغ بدل الإثارة والإشارة والبديع، ليتطور ذلك الوعي لاحقا نتيجة ظهور مقاربة مغايرة توسلت بالعلوم الدخيلة في فهم خصوصية القول الشعري وكشف الأنشطة الذهنية والحركات النفسية المتحكمة في بعده التواصلي والموجهة له، وهي المقاربة التي نهلت من الفلسفة واستقت عناصرها وتصوراتها من المباحث النفسية والشعرية والمنطقية لأرسطو أساسا عبر ترجماته وشروحاته.
 ويمثل حازم القرطاجني أحد أهم من استلهم تلك التصورات وأفاد منها، سواء في جانبها البياني الصرف أو بعدها الفلسفي، الأمر الذي مكنه من فهم طبيعة العلاقة بين الذاتين الشاعرة والمتلقية ومقاربتها. ولعل مما يبرز قيمته وتميزه كونه لم ينظر إلى العملية الشعرية في بعدها البلاغي، كما أنه لم يحصرها ضمن علاقاتها البنيوية ومكوناتها الأسلوبية، بل فهمها على نحو أشمل وأعمق، بحيث نظر إليها في غنى أبعادها وتعددها، منطلقا في ذلك من كون التواصل الأولي في العملية الشعرية يتم قبل اكتمال تخلقها بين الشاعر والعالم بمختلف مكوناته وعناصره اللغوية والمادية؛ ومشددا على أن هذا التواصل الأولي شرط أساس لنوع آخر من التواصل، ألا وهو التواصل الخيالي الذي يتحقق ذهنيا بين الشاعر والمتلقي بواسطة الشعر، ويثير الملكات النفسية لكل واحد منهما عبر المكونات اللغوية والإيقاعية للشعر، التي تشتغل باعتبارها وسائل لتحقيق الفعل التخييلي في نفس المتلقي.

وستحاول الورقة المقترحة إبراز قيمة مساهمة القرطاجني في تحديد طبيعة العلاقة التواصلية بين الشاعر والمتلقي في رحاب القصيد، والكشف عن طبيعة الأنساق المعرفية التي توسل بها، والتي مكنته من أن يصوغ مقاربة عميقة ومتقدمة مقارنة بغيره من النقاد والبلاغيين .       














الاثنين، 12 ديسمبر 2016

الترجمة والمثاقفة : عبد الرحمن بدوي أنموذجا





يعتبر عبد الرحمن بدوي أحد أبرز المفكرين العرب المعاصرين الذين أنتجوا مشروعا علميا كبيرا جعل من الترجمة مدخلا لتحقيق المثاقفة بين العرب والغرب، وقد تجسد هذا المشروع في عديد الترجمات الأدبية والفكرية والفلسفية التي نقل فيها أمهات الكتب وكبريات النظريات العالمية سواء في اللغات القديمة كاليونانية واللاتينية، أو اللغات الحية كالإنجليزية والألمانية والفرنسية، وذاع بفضلها صيته منذ منتصف القرن العشرين في ربوع العالم العربي الإسلامي، بل وحتى العالم الغربي.
ولئن كانت الترجمة قد استغرقت جانبا هاما وكبيرا من نتاجه العلمي والفكري، فقد مثلت عنده أداة لترسيخ تصور في الحياة والثقافة والفكر يؤمن بضرورة مواكبة علوم الآخر والتفاعل معها، معتبرا أنها الوسيلة الوحيدة لأي نهضة علمية وتقدم حضاري. ولذلك فقد ظل يؤكد -في كثيرا مما ترجم من أعمال- أن التقوقع على الذات والانغلاق عليها ورفض التفاعل مع الآخر والتوقف عن مواكبة مستجدات العصر هو آفة الآفات وسبب التخلف الفكري والحضاري، كما كان ينبه على أن الترجمة في ذاتها لا قيمة لها ولا يمكنها أن تسهم في تحقيق الآثار المطلوبة إذا لم تصبح أداة للتفاعل والتثاقف بين الأمم، وإذا ما اقتصرت على نقل نصوص غير ذات قيمة كبيرة، أو أساءت فهمها وشوهت مضامينها ونظرياتها العلمية، مثلما حدث في الترجمات العربية القديمة للفلسفة اليونانية، وكما يحدث في كثير من الترجمات الحديثة للاتجاهات والفلسفات الحديثة، التي اضطر إلى إعادة ترجمتها وكشف حقيقة تصوراتها وأسسها.
ويفيد الاطلاع على منجز المفكر والفيلسوف العربي في العصر الحديث عبد الرحمن بدوي –كما وصفه ذات احتفاء طه حسين- باستنتاج أنه كان حريصا في أعماله الترجمية على اتباع منهج دقيق، يتجاوز الهفوات التي تحول دون الإفادة من تراث الغير وحسن التفاعل معه، عبر اختيار نصوص وأعمال مميزة تفي بتحقيق مسعاه بالتأثير في النفس والوجدان والعقل، وتمكن من تغيير نظرتها للعالم والأشياء والطبيعة والسياسة والثقافة. ولذلك حرص منذ بواكير نشأته وتفتق شخصيته العلمية على وضع خطة تأليفية تسير في ثلاثة اتجاهات: الأول عرض الفكر الأوروبي الحديث على القارئ العربي؛ والثاني إعادة ترجمة الفكر الفلسفي اليوناني القديم وتحقيق نصوصه في التراث العربي الإسلامي؛ والثالث الجمع بين الاتجاهين السابقين عبر نوع آخر من الكتابة تستثمر الترجمة وتوظفها لكن في كتابات مبتكرة وخاصة.

الخميس، 14 مايو 2015

التناص النقدي في مقامات بديع الزمان الهمذاني-بحث منشور بمجلة جذور عدد 39 -يناير 2015



       
التناص النقدي في مقامات بديع الزمان الهمذاني
ذ.مولاي يوسف الإدريسي
تقديم

المقامة نص إبداعي فريد في الثقافة العربية الإسلامية ووليد شرعي خالص لها ومقصور عليها، من الممكن إبراز اختلافاتها البنيوية والأسلوبية والموضوعية عن غيرها من النصوص، ورصد تطوراتها، إلا أنه من المتعذر تبين طفولتها والوقوف عند النواة النصية الأولى التي انبثقت منها ويسرت لها سبل النشأة والتشكل، ولا ترجع هذه الصعوبة إلى ضياع ملامحها الطفولية المُبَكِّرَة، وإنما تعود إلى أن المقامة ولدت كاملة وناضجة، وصارت "زهرة برية لا يُدرى كيف تفتفت"(  [1]).

الخميس، 16 أبريل 2015

ندوة الآداب والعلوم الإنسانية: من سياق الحداثة إلى الهرمينوطيقا- الراشيدية -المغرب

المؤتمر الدولي حول: الآداب والعلوم الإنسانية
من سياق الحداثة إلى الهرمينوطيقا والتأويل
  يومي : 26 و27  مارس 2010 
الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، المغرب.
النقد الفلسفي في الغرب الإسلامي
الملخص

ظلت مقولة الأثر الأرسطي في النقد والبلاغة العربيين مستولية على أبحاث بعض الدارسين المحدثين حتى ظهور كتاب منهاج البلغاء وسراج الأدباءلحازم القرطاجني (ت 684هـ)، بحيث أجمعوا أنه خير من استثمر تصوراتشراح أرسطو الفلسفية والمنطقية ومباحثهم النفسية والشعرية والموسيقية وذلك لصياغة نظرية في الشعر العربي. لكن مع ظهور المصنفات البلاغية لـلمُطَـرِّف ابن عميـرة (ت 658هـ) وابن البناء المراكشي (ت721هـ) والقاسم السجلماسي (ت حوالي 730هـ) تشكل اتجاه نقدي ادعى وجود مدرستين بلاغيتين: بيانية مشرقية؛ وفلسفية مغربية، وسعى إلى إثبات القطيعة المعرفية بينهما، وذلك من خلال إرجاع مقولاتها النظرية وتصوراتها المنهجية إلى ابن رشد (ت 595هـ) وتلامذته. 

آفاق الخطاب النقدي-جامعة آل البيت-الأردن

المؤتمر الدولي الأول آفاق الخطاب النقدي: 
الموروث السرديّ العربيّ في ضوء المناهج النقديّة المعاصرة
الأردن-جامعة آل البيت- أيام 11-12-13 ماي 2010

                           ملخـــــص البحث

التناص النقدي في مقامات بديع الزمان الهمذاني
المقامة نص إبداعي فريد في الثقافة العربية الإسلامية ووليد شرعي خالص لها ومقصور عليها، من الممكن إبراز اختلافاتها البنيوية والأسلوبية والموضوعية، ورصد تحولاتها، لكن من المتعذر تبين طفولتها والوقوف عند النواة النصية الأولى التي تولدت منها، لأنها ولدت كاملة وناضجة، وصارت زهرة برية لا يُدرى كيف تفتفت.

ندوة الدين والجسد- القيروان-تونس

الدين والجسد

الندوة الدولية : الدين والجسد جامعة القيروان   تونس

ملخص الندوة الدولية في موضوع " الدين والجسد"
كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان
أيام 15-16-17 أبريل 2001


إذا كانت ثنائية الروح والجسد قد أرخت بظلالها على قضية اللفظ والمعنى في الشعر، فكانت منطلقا لمماثلة النقاد العرب القدامى القصيدة بالجسد عامة، والأنثوي خاصة، فإن المتابع للعديد من تصوراتهم وتحليلاتهم لمواطن الجمالية في الشعر، يلاحظ أن الجسد الأنثوي قد ظل - بإغراءاته وغواياته الأمارة "بالسوء" - حاضرا بقوة في تفكيرهم النقدي والبلاغي، بل إن القارئ المتمعن لبعض الأوصاف والأحكام التي صاغوها حول تولد القصيدة وتآلف اجزائها وتناسب موضوعاتها يلاحظ هيمنة معجم جسداني خاص يماثل فيه بين قوام المرأة الحسناء وأطرافها الفاتنة وبين هيكل القصيدة ومكوناتها.

المنتدى الدولي للمصطلحية في خدمة العلوم-سوسة- تونس

ترجمة المصطلحات الفلسفية العربية المبكرة: من التحصيل إلى التأصيل، مداخلة ضمن المنتدى الدولي للمصطلحية في خدمة العلوم
تونس - سوسة أيام 20-23 / 11/ 2009
        

          ملخص المداخلة :

لم تكن النصوص الفلسفية العربية المبكرة مجرد ترجمات تتوخى نقل علوم اليونان وتراثهم من السريانية إلى العربية، بل كانت حركة فكرية محكومة برؤية ثقافية تعي لحظتها التاريخية وتتفاعل مع سياقها المعرفي. وتدل القراءة الفاحصة لمنجزها النصي المتخلصة من أحكام القيمة المسبقة التي سادت في كثير من الدراسات الحديثة على أن أصحابها لم يكونوا مجرد مترجمين للتراث اليوناني، ولم يكن انشغالهم يقتصر على النقل الدقيق لمعاني اليونان وأحكامهم فحسب، بل كانوا يسعون إلى الإجابة عن جملة من الأسئلة المرتبطة بواقعهم الثقافي والناتجة عن انشغالاتهم العلمية ،  وإلى التأسيس لمنهجية في استيعاب علوم " الآخر" وحسن الإفادة منها لتطوير الذات وخدمة العلوم....

الثلاثاء، 7 أبريل 2015

جرح الذاكرة ... وشعرية البوح

جرح الذاكرة ... وشعرية البوح  
في رواية: خيط الرشق للدكتورة مهى عبد القادر مبيضين


 د. يوسف الإدريسي (المغرب)

 [مقال نشر ضمن مجلة أفكار، الأردن، ع 272، 2011]



إضــــاءة :
صدر للدكتورة مهى عبد القادر مبيضين رواية تحت عنوان: خيط الرشق، في طبعتها الثانية عن دار ورد الأردنية  سنة 2010، وهي رواية تقع في 139 صفحة من القطع المتوسط، وتدور أحداثها بين فلسطين والأردن، جاعلة من مأساة طرد الفلسطينيين من أرضهم وتقتيلهم اليومي الممنهج موضوعا لها. وبالنظر إلى قيمة العمل وأهميته الفنية والتاريخية نقدم القراءة الآتية .

أثر كتاب النفس الأرسطي في قضية الإبداع الشعري عند العرب الحدود... والتجليات


د.يوسف الإدريسي - المغرب
[مقال نشر ضمن]


        تقديم :
شغلت قضية الأثر الأرسطي في النقد والبلاغة العربيين حيزا كبيرا من اهتمام الباحثين، خاصة المهتمين بهم بالأدب المقارن، لكونها تمثل في تصورهم مدخلا لمقاربة أوجه الحوار ومستوياته بين الأدب العربي وغيره من الآداب والفلسفات القديمة، ولا سيما اليونانية منها؛ وتعتبر الثلاثينيات من القرن العشرين مرحلة بداية الانشغال الأكاديمي بمتابعة الأنفاس الأرسطية في التراث الأدبي والفكري عند العرب، بحيث قام بعض الدارسين –متأثرين بموجات الاستشراق المختلفة- بمحاولة إثبات أن التحولات التي عرفها العرب في الشعر والنقد وسائر العلوم العربية القديمة إنما كان بفضل اطلاعهم على فلسفة أرسطو وحسن إفادتهم منها، وهو ما لقي اعتراضا ومناهضة كبيرين لدى باحثين آخرين رفضوا الإقرار بأي دور لأرسطو في ماعرفته الثقافة والفكر العربيين من تحولات وتطورات، مؤكدين أن تلك التحولات والتطورات إنما كانت نتيجة النضج الطبيعي للعقلية العربية الإسلامية، وبفعل حسن إفادتها من الآليات والمناهج التي تبلورت في أحضان العلوم الأصيلة .
ولئن كانت قضية الأثر الأرسطي قد أسالت الكثير من المداد، وانتجت عشرات الدراسات والأطاريح[1]، فمن الملاحظ أن الاتجاه الذي سار فيه أصحابها لم يخرج عن إطار الإقرار والتأكيد، أو الرفض والتشكيك، دون أن تتمخض عنه رؤية مغايرة تحاول أن تتخلص من الإطار العام الذي انتظمت فيه أحكام كل فريق من الفريقين، لتقارب القضية من زاوية أخرى، لا تتموقع ضمن الإثبات التام أوالرفض المطلق، بل تحاول أن تسائلها من زاوية مغايرة ترى أن الذات حين تستقبل نتاج الآخر، أيا كان هذا الآخر ومهما تنوع تراثه، تحرص –بوعي أو دون وعي- على تأويله لحسابها الخاص ومنطقها الذاتي، فتخضعه لشروطها "الظرفية" والموضوعية، والتي يكون فيها العنصران التاريخي والمعرفي محددين أساسيين، وهو ما يعني في النهاية أن كل استقبال وإعادة إنتاج جديد للمطعى المستقبل، يظل خاضعا لشروط التلقي وإمكانات التأويل..وما بعد التأويل...

الخطاب المقدماتي عند العرب قــــراءة فـــي مقدمة الكتــــاب لعباس أرحيلــــــــــة


د. مولاي يوسف الإدريسي



يندرج كتاب: مقدمة الكتاب في التراث الإسلامي وهاجس الإبداع ضمن مشروع علمي هام وكبير استهله الأستاذ: الدكتور عباس أرحيلة بكتاب: البحوث الإعجازية والنقد الأدبي إلى نهاية القرن الهجري الرابع، وأعقبه بكتاب: الأثر الأرسطي في النقد والبلاغة العربيين إلى حدود القرن الثامن الهجري، ثم كتاب: مسألة التأثير الأرسطي لدى المؤرخين المحدثين فضلا عن العديد من المقالات التي دأب على نشرها في المجلات والدوريات العربية منذ ما يزيد على عشرين سنة.

المنهج الحفري في كتابات الدكتور عباس أرحيلة

د. يوسف الإدريسي
                        [نشر المقال الراهن ضمن كتاب التراث والتأصيل] 
ظلت قراءة التراث اللغوي والنقدي والفلسفي عند العرب من أبرز الإشكالات التي واجهت الدارسين المحدثين، وقد ازدادت حدة بعد العثور على العديد من المصنفات العربية الهامة التي كانت في حكم المفقود، واستمرار ضياع أخرى، وبفعل تبلور تصورات نظرية ومناهج تحليلية جديدة تتقاطع في كثير مما ذهبت إليه مع النتائج التي انتهى إليها اللغويون والبلاغيون والنقاد العرب القدامى. فكان السؤال الدائم: هل نقرأ تراثنا بآليات نظرية ومناهج تحليلية مستمدة من المعارف الغربية الحديثة والمعاصرة؟ أم نقرؤه في ذاته، وبمعزل عن التصورات والمناهج الحديثة؟ أم هل ينبغي أن نبلور تصورا منهجيا مغايرا لا يتماهى مع النظريات والمناهج الحديثة، ويعمد إلى إسقاطها على المنجزات العلمية العربية القديمة، ولا يغض الطرف في الوقت نفسه عنها، فيتجاهلها ليحتمي بالتراث ويكتفي به وحده دون أن يكترث بما سواه من المنجزات العلمية والفكرية غير العربية؟ ثم – قبل هذا وذاك - ما حدود العلمية ودرجتها في كل قراءة لتراث لم تصلنا كل نصوصه، وتضطر تلك التي يتم الاهتداء إليها الباحثين إلى تصحيح كثير من أحكامهم وتغييرها؟

الحجاج والتخييل



                                                                                                                                                  
 د.يوسف الإدريسي
                      [نشر المقال الراهن ضمن مجلة فكر ونقد، ع 100، يناير 2009]


ملخص
   إذا كان الحجاج عند الغربيين عملية استدلال عقلي يتم فيها التقليل من قيمة التخييل، ومن قيمة الشحنة الانفعالية الضرورية في كل عملية حجاجية إقناعية، فإن تتبع مختلف أشكال توظيف الحجاج في خطابات متباينة(فلسفية وخطابية وشعرية) تبين أن لاحجاج دون تخييل مثلما أنه لا تخييل دون حجاج .

    « لا تفكر النفس بدون صور »[1]، يختصر هذا القول الذي ورد في كتاب أرسطو: في النفس تصورا هاما يؤكد حاجة الفكر البشري الضرورية والدائمة – في مختلف أنشطته العقلية والخيالية- إلى تمثلات ذهنية لموضوع التفكير تيسر عملية ارتسامه في النفس , ومن ثم, الإحاطة به , وفي سياق  شرح القول السابق أكد الفلاسفة المسلمون أن «كل ما تعقله النفس مشوب بتخيل»[2] .

شعرية الحكاية السيرية

شعرية الحكاية السيرية[1]
قراءة أولية في كتاب إبراهيم صادوق: في رحاب المحاماة، مقاطع من سيرة ذاتية

     مما لاغرو فيه أن قيمة كتاب الأستاذ النقيب:إبراهيم صادوق تكمن في وعيه النظري ومسعاه الوظيفي باعتباره عمـلا لا يمكِّن من بناء الذاكرة والحفاظ على ما يؤثثها من أحداث ومواقف فحسب، وإنما يساهم في إغناء مهنة المحاماة وتطويرها،عبر كتابة سيرة ذاتية تعكس لحظات هامة من تاريخ المحاماة بالمغرب.

الشعر والشعرية عند محمد الحبيب الفرقاني

      
ال                                                                                                     «القصيدة جمال، ولايمكنولايمكن أن تكون جميلة ، إلا وهي تتحدث عن جمال ، وتصدر عن جمال،وتعانق جمالا وتدعو إليه . حيثما كان الجمال ، وحيثما يجب أن يكون .. في الطبيعة أم في الإنسان ، أم في علائق الحياة الجميلة بينهما.»     الفرقاني                                                               
 
       تمهيد:                                               
      لم يكن محمد الحبيب الفرقانـي مجرد شاعر، وإنمـا كان علاوة على ذلك ناقدا للشعر والشعـراء، ومنظرا لحركية القصيدة العربية- والمغربية خاصة- ومقاربا لتحولاتها البنيوية والفنية عبر رصد أبرز الملامح الشكلية والإيحائية التي وسمت سيرورتها التاريخية وطبعت صيرورتها الجمالية.

قضايا النقد في خطاب علم النفس، قراءة في كتاب د. عبد العزيز جسوس: خطاب علم النفس في النقد الأدبي العربي


قدمت القراءة الراهنة يوم 20/04/2007 بمناسبة اليوم العالمي للكتاب ، في إطار احتفاء اتحاد كتاب المغرب –فرع مراكش ، وكتاب أفروديت الدوري (مراكش) بصدور كتاب ذ. عبد العزيز جسوس: خطاب علم النفس في النقد الأدبي العربي.

صدر للدكتور عبد العزيز جسوس كتاب هام تحت عنوان: خطاب علم النفس في النقد الأدبي العربي[1]، والكتاب من الحجم الكبير ويقع في 226 صفحة، وبالنظر إلى أهمية ما جاء فيه نقدم بين يدي القارئ قراءة لأبرز ما جاء فيه.

آليات تحليل الخطاب الأدبي عند بيير بورديو



 يوسف الإدريسي

[ مقال ضمن مجلة فكر ونقد، المغرب، س 9، ع 89-90، 2007، من ص 65إلى ص71.]

حظي الحقل الأدبي عند بيير بورديو بوقفة خاصة وتأمل عميق كما هو شأن السياسة والاقتصاد والأسرة والصِّحافة والرياضة وغيرها من الحقول الاجتماعية التي تكون العالم الاجتماعي ؛ ففضلا عن بعض الفصول المستقلة والإشارات المتناثرة في بعض كتبه مثل كتاب : حب الفن، وكتاب : أسباب عملية-بصدد نظرية الممارسة، وكتاب : العقلانية العملية- حول  الأسباب العملية ونظريتها، خصه بكتاب ضخم وهام حاول في ثناياه كما يشي بذلك عنوانه وضع : قواعد الفن- تكون الحقل الأدبي وبنيته.    

الاثنين، 7 نوفمبر 2011

مؤتمر جامعة مؤتة بالأردن: الأدب منصة للتفاعل الحضاري

أثر كتاب النفس الأرسطي في قضية الإبداع الشعري عند العرب
الحدود… والتجليات
 (مؤتمر كلية الآداب - جامعة مؤتة - الأردن أيام 17-19 أكتوبر 2011)
ملخـص البحث

شغلت قضية الأثر الأرسطي في النقد والبلاغة العربيين حيزا كبيرا من اهتمام دارسي الأدب المقارن، لكونها تمثل في تصورهم مدخلا لمقاربة أوجه الحوار ومستوياته بين الأدب العربي القديم وغيره من الآداب والفلسفات القديمة، ولا سيما اليونانية منها. ومن الملاحظ أن الدراسات المهتمة بمقولة الأثر الأرسطي –نفيا أو تأكيدا- ركزت على متابعة مقولات أرسطو في كتابيه: فن الشعر وفن الخطابة ومقارنتها بقضايا النقد والبلاغة العربيين ومصطلحاتها، لأن ذلك يمثل في تصور أصحابها مدخلا حقيقيا لإبراز مدى استلهام العرب قديما من تصورات أرسطو في بناء منجزهم النقدي والبلاغي وتطويره نظريا وتطبيقيا ومنهجيا.

الاثنين، 23 مايو 2011

تجديد مفهوم الخيال في النقد العربي الحديث - تونس

ندوة تونس الدولية التجديد في اللغة والأدب والحضارة

أيام 14-15-16- أبريل 2011 بكلية الآداب 9 أبريل تونس العاصمة 

ملخّص البحث
لقي مفهوم الخيال في التراث النقدي والفلسفي عند العرب عناية بالغة واهتماما كبيرا نتيجة الوعي بقيمته الإدراكية وفاعليته الإبداعية، فحاول النقاد والبلاغيون والفلاسفة النظر في الحركات الذهنية والخصائص النفسية التي تسم اشتغاله وتضفي قيمة جمالية على النص الشعري، وذلك لتفسير كثير من غوامضه الفنية وطاقاته التعبيرية وقدراته التأثيرية، وكشف أسرار الفعل التخييلي ومعرفة طرائق تشكله واشتغاله في بواطن الذات المبدعة.

ندوة الوطن العربي من الانتفاضة إلى الثورة-القيروان-تونس

الندوة الدولية الوطن العربي من الانتفاضة إلى الثورة
12ـ 13ـ 14 أبريل 2011 -كلية الآداب- القيروان- تونس

ثورة عربية وسط دهشة عالمية ضربت كل التوقعات الإستراتيجية والجيوسياسية ، إنّه تسونامي ثوري في خريطة الوطن العربي لم يشهد له نظير يبتلع كل الأنظمة الفاسدة ويطيح بالملوك الجمهوريين وعائلاتهم، في حركة قوية وفريدة وتكمن فرادتها في عفويتها حيث لا تستند إلى تنظيمات أو زعماء، وقد أطلق عليها الإعلاميون والمتابعون عدة تسميات تراوحت بين الثورة والانتفاضة أوحتى العصيان المدني.