الثلاثاء، 9 فبراير 2021

د.يوسف الإدريسي: خطاب النقد القديم وتكون أنساقه- مشروع قراءة جديدة

تعنى المحاضرة الراهنة بالنظر في بدايات تشكل خطاب النقد القديم عند العرب، والبحث في جملة التحولات التي مست الأذواق الشعرية والجمالية، وطالت الأوعاء النظرية والمفهومية، والتي أسهمت في بداية تبلور الفكر النقدي عند العرب، ومكنت من تحول كلمة نقد من سياقات استعمالها اللغوي ومجالات توظيفها الدلالي والتداولي إلى مجال الممارسة النقدية حيث أصبحت مصطلحا يدل على تلك الممارسة ويسميها ويميزها عن غيرها من الممارسات العلمية، ذلك التحول الذي جاء في سياق جدل الاتصال والانفصال واستمر متصاعدا في سيرورة هاجس التأسيس الفعلي للنقد، من خلال الصراع الذي دار بين المتأدبين والشعراء واللغويين حول الأحقية بالحكم على الشعر وتقييم تجارب الشعراء وقصائدهم الشعرية، وهو الصراع الذي أثمر جملة مواقف وأحكام شكلت في مجموعها لحظات القطع مع آراء ومواقف سابقة واستبدالها بأخرى جديدة ... وبآفاق مغايرة ضمن ذلك الجدل: جدل الاتصال والانفصال الذي قام على التخلي عن عناصر من اللحظات الجمالية والثقافية السالفة واستثمار عناصر أخرى وتطويرها والذهاب بها بعيدا في سيرورة تشكل النقد وتطوره، الأمر الذي أدى في النهاية إلى ارتقاء الوعي وتطوره، وسمح بنضح الممارسة النقدية وتولد المصطلح الدال عليها، والمرتبط بها بعد أن تخلت الكلمة المرتبطة به عن دلالاتها اللغوية الراسخة في النشاط اليومي والسلوك الاجتماعي للعرب حتى القرن الثاني للهجرة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق